::ذكر الاستواء على العرش::
إن الله عز وجل يستوي على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار،كما قال : (الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ) (الرحمن :5) (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر : 10) وكذلك قوله تعالي في حكاية فرعون (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا)(غافر 36:37) وقوله تعالي (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ) ( الملك:16) فكل ما علا هو سماء والعرش أعلي السماوات . ومما يدل ايضا علي استواء الله عزوجل فوق العرش وقوله تعالي (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ )(النحل:50)،وقوله تعالي (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)(الفرقان :59). ولقد وردت أحاديث عديدة تدل علي استواء الله فوق عرشه نذكر منها حديث معاوية ابن الحكم السلمي (كَانَتْ لِي غَنَمٌ فِيهَا جَارِيَةٌ لِي تَرْعَاهَا فِي قِبَلِ أُحُدٍ والْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَوَجَدْتُ الذِّئْبَ قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَأَسِفْتُ وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ مِثْلَ مَا يَأْسَفُونَ وَإِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً قَالَ فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ادْعُهَا فَدَعَوْتُهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ فَأَعْتِقْهَا) (مسند أحمد 22649)
فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستو على عرشه، والسماء بإجماع الناس ليست الأرض، فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته، مستو على عرشه استواء منزها عن الحلول والاتحاد .
::الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين::
يقول الإمام أبو الحسن الأشعري فمن سألنا فقال: أتقولون إن لله سبحانه وجها ؟ قيل له: نقول ذلك، خلافا لما قاله المبتدعون، وقد دل على ذلك قوله تعالى: (وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (الرحمن :27). فأخبر أن له سبحانه وجها لا يفنى، ولا يلحقه الهلاك. وقال الإمام قد سئلنا أتقولون إن لله يدين ؟ قيل: نقول ذلك بلا كيف، وقد دل عليه قوله تعالى) يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ((الفتح:10) ،وقوله تعالي (ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ( (المائدة:64) وكذلك قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً" (مسند أحمد أول مسند العشرة المبشرين بالجنة أول مسند عمر ابن الخطاب 294)، ولقد أثبت الشيخ لله عزوجل العينين والبصر بلا كيف ويستدل علي ذلك بقوله تعالي (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) (القمر :14) وقوله تعالي:( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ) (هود :37) وقوله تعالي : (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه:46) .
::الرد على الجهمية في نفيهم علم الله تعالى وقدرته وجميع صفاته::
قال الشيخ في إثبات علم الله وقدرته وجميع صفاته ،لابد من إثبات علم الله وإلا ألحقتم به النقصان - جل عن قولكم وعلا - ألا ترون أن من لا يعلم من الخلق يلحقه الجهل والنقصان، ومن قال ذلك في الله عز وجل وصف الله تعالى بما لا يليق به ،واستدل علي ذلك بقول الحق جلا وعلا (أَنْـزَلَهُ بِعِلْمِهِ) (النساء :166) وقوله تعالي (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا ) (البقرة :255) وذكر الله العلم في خمسة مواضع من القرءان الكريم ،وذكر الله تعالي القوة فقال : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ) (فصلت :15) وقوله تعالي (ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات :58) وقال الشيخ لا يجوز وجود الصنائع الحكمية التي تجري على ترتيب ونظام إلا من ذي علم وقدرة وحياة.
::الكلام في الإرادة والرد على المعتزلة في ذلك::
لقد أوقفهم الشيخ علي لازم قولهم : بأن الله كان في سلطانه ما لم يرده من الكفر والعصيان وهو لا يريده، وأراد أن يؤمن الخلق أجمعون، فلم يؤمنوا فقد وجب على قولكم أن أكثر ما شاء الله أن يكون لم يكن، وأكثر ما شاء الله أن لا يكون كان وأن مشيئة إبليس أنفذ مشيئة من الله لأن الكفر أكثر من اللإيمان ،وكذلك إن زعمتم أن في سلطان الله ما لايريده لازم من ذلك أمرين : ( أما أن ذلك كان عن سهو وغفلة أو أن الضعف والتقصير عن بلوغ ما يريده لحقه) تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ويقال لهم: لم أبيتم أن يريد الله الكفر الذي علم أنه يكون قبيحا فاسدا متناقضا خلافا للإيمان ؟ فإن قالوا: لأن مريد السفه سفيه وليس الله بسفيه إذا فليس هو مريد ،فقال لهم: قد قال يوسف عليه السلام( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)(يوسف/33) فأراد المعصية التي هي سجنهم إياه دون فعل ما يدعونه إليه ولم يكن بذلك سفيها.
::الكلام في تقدير أعمال العباد والاستطاعة والتعديل والتجوير::
يقال للقدرية: هل يجوز أن يعلم الله عز وجل عباده شيئا لا يعلمه فإن قالوا: لا يعلم الله عباده شيئا إلا وهو به عالم . قيل لهم: فكذلك لا يقدرهم على شيء إلا وهو عليه قادر، فلا بد من الإجابة إلى ذلك . قيل لهم: فإذا قدرهم على الكفر، فهو قادر أن يخلق الكفر لهم، وإذا قدر على خلق الكفر لهم فلم أبيتم أن يخلق كفرهم فاسدا متناقضا باطلا، وقد قال تعالى: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) ( البروج:16،هود :107)وإذا كان الكفر مما أراد فقد فعله وقدره . الاستطاعة: يقال لهمفي الاستطاعة : أليست استطاعة الإيمان نعمة من الله تعالى وفضلا وإحسانا ؟ فإذا قالوا: نعم .قيل لهم: فما أنكرتم أن يكون توفيقا وتسديدا، فلا بد من الإجابة إلى ذلك .يقال لهم: فإذا كان الكافرون قادرين على الإيمان، فما أنكرتم من أن يكونوا موفقين للإيمان، ولو كانوا موفقين مسددين لكانوا ممدوحين؛ وإذ لم يجز ذلك لم يجز أن يكونوا على الإيمان قادرين، ووجب أن يكون الله تعالى اختص بالقدرة على الإيمان للمؤمنين . ورد على سؤالهم أن الله قال (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى)(فصلت:17) بأن قوله تعالى (فهديناهم) للمؤمنين,وقوله (فاستحبوا العمى على الهدى) للكافرين منهم.
::ذكر الروايات في القدر::
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ " أَنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى لَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا"(صحيح البخاري 6900)
وروى موسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد، قال: ثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، وعن أبويها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، وإنه مكتوب في الكتاب من أهل النار، فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل النار، فمات فدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، وأنه مكتوب في الكتاب أنه من أهل الجنة، فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة، فمات فدخل الجنة)
وهذه الأحاديث تدل على أن الله تعالى علم ما يكون أنه يكون وكتبه، وأنه قد كتب أهل الجنة وأهل النار.
::الكلام في الشفاعة والخروج من النار::
قد أجمع المسلمون أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم شفاعة، فلمن الشفاعة أهي للمذنبين المرتكبين للكبائر، أم للمؤمنين المخلصين ؟ فإن قالوا: للمذنبين المرتكبين للكبائر وافقوا . وإن قالوا: للمؤمنين المبشرين بالجنة الموعودين بها . قيل لهم: فإذا كانوا موعودين بالجنة ، والله تعالى لا يخلف وعده فما معنى الشفاعة لقوم لا يجوز عندكم أن لا يدخلهم الله جناته ؟ ومن قولكم أنهم قد استحقوها على الله عز وجل واستوجبوها عليه سبحانه، وإذا كان الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة وكان تأخيرهم عن الجنة ظلما، فإنما يشفع الشفعاء إلى الله تعالى في أن لا يظلم على مذاهبكم . تعالى الله عن افتراءكم عليه علوا كبيرا .
فإن سألوا عن قول الله تعالى: (وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى)(الأنبياء:28) .فالجواب عن ذلك: إلا لمن ارتضى لمن يشفعون له، وقد روي أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن المذنبين يخرجون من النار).
:: الكلام في الحوض::
وأنكرت المعتزلة الحوض، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة، وروي عن أصحابه رضي الله عنهم أجمعين بلا خلاف ،ولقد استدال الإمام علي ذلك بحديث
عَبْدُ الرَّحْمَنِ قال حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا يَقُولُ (سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ) مسند احمد أول مسند الكوفيين حديث جندب البلجي.
:: الكلام في عذاب القبر::
وأنكرت المعتزلة عذاب القبر أعاذنا منه،والدليل علي وجود عذاب القبر قوله تعالي (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) (غافر:46). فجعل عذابهم يوم تقوم الساعة بعد عرضهم على النار في الدنيا غدوا وعشيا(سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ) (التوبة:101) مرة بالسيف، ومرة في قبورهم، ثم يردون إلى عذاب غليظ في الآخرة . وكذلك قوله – صلي الله عليه وسلم- وروى أبو بكر بن أبي شيبة قال: ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعوذوا بالله من عذاب القبر) .
:: الكلام في إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه::
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ( (النور:55).وأثنى الله تعالى على المهاجرين والأنصار والسابقين إلى الإسلام، وعلى أهل بيعة الرضوان، ونطق القرآن بمدح المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين في مواضع كثيرة، وأثنى على أهل بيعة الرضوان فقال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) (الفتح:18)وقد أجمع هؤلاء الذين أثنى الله عليهم ومدحهم على إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسموه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما يدل على إمامة الصديق رضي الله عنه أن المسلمين جميعا بايعوه وانقادوا لإمامته وسموه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الخاتمة
قد تبين لنا في الصفحات السابقة عقيدة الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله وهي عقيدة أهل السنة وعقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ،وهي العقيدة التي يدين بها لله رب العالمين ،ولقد تكلم الإمام عن كثير من أقوال أهل الزيغ والضلال ورد عليهم ووضح لهم القول الحق في ذلك جزاه الله عنا خير الجزاء .
مقدم إلى
الأستاذ الدكتور/محمود عبدالرازق الرضواني
إعداد الطالبة/
كريمة متولي الطوخي